"مذبحة" الكبار في الزمالك مطلب جماهيري وخطوة أولى لعودة الزمن الجميل

لم تتوقع جماهير الزمالك أن تأتي قائمة المستبعدين من فريق الكرة الأول بالنادي للموسم الجديد على هذا النحو القاسي للعديد من النجوم الذين ارتبطت اسمائهم منذ فترة طويلة بقميص النادي الأبيض وبقدر ليس بالقليل من الإنجازات والبطولات، وذلك على الرغم من أن تلك "المذبحة" على حد وصف الكثيرين كانت متوقعة بل وأكثر من ذلك كانت مطلباً جماهيرياً.

وشهدت قائمة هذا العام استبعادات لنجوم الفريق بشير التابعي وطارق السيد، وتامر عبد الحميد، ولاعبيه مجدي عطوة وأحمد حسام ووائل زنجا، بالإضافة إلى اقتراب اعلان حازم إمام اعتزاله اللعب نهائياً بعد محاولات مكثفة لاقناعه باتخاذ تلك الخطوة، تمهيداً لحصوله على منصب مدير الكرة ودخوله مجلس الإدارة في قائمة ممدوح عباس رئيس النادي المعين والمرشح للرئاسة في الإنتخابات القادمة.

وعلى الرغم من تعاطف الجماهير مع بعض الأسماء إلا إن الغالبية العظمى منها ساندت وأيدت موقف مجلس إدارة النادي برئاسة ممدوح عباس الذي استند إلى تقرير مدرب الفريق السابق الهولندي رود كرول وما تضمنه من مطالبات برحيل تلك الأسماء والتعاقد مع عدد من اللاعبين "السوبر" في بعض المراكز، فيما اعتبره الكثيرون بداية عهد جديد للقافلة البيضاء فضل فيه ابعاد كبارالسن ومثيري الشغب وهواة المطالب المادية المغالاة فيها والمشاركة بشكل أساسي دون أن يملكوا ما يزكيهم لذلك.

اعتزال "الإمام" أفضل

شهد اليومان الأخيران جدلاً كبيراً حول اعتزال "أسطورة كرة القدم في الزمالك" حازم إمام قائد الفريق ونجم خط وسطه، وذلك بعد أن تناقلت العديد من وسائل الإعلام نبأ اعتزاله اللعبة نهائياً، وتصريحات ممدوح عباس رئيس النادي بتعيينه مديراً للكرة واقامة مهرجان اعتزال أسطوري له، وذلك قبل أن يكذب اللاعب تلك الأخبار ويؤكد إنه لم يصل لقرار بعد، محدداً يوم 20 يونيو الجاري موعداً أخيراً لحسم موقفه بصورة نهائية.


	هل يعتزل

وأعاد التردد الكبير لصاحب اللمسات الساحرة على المستطيل الأخضر، للاذهان موقف رفيقه في مشوار التألق بكأس أمم إفريقيا 1998 "العميد" حسام حسن، عندما اتيحت له فرصه ذهبية قبل عامين للاعتزال متوجاً بكأس إفريقيا 2006، ولكنه رفض ذلك واستكمل مشواره مع الكرة في الاتحاد السكندري ومن بعدها مدرباً للمصري البورسعيدي، قبل أن يفكر في دخول انتخابات اتحاد الكرة، وذلك دون أن يحدد موقفه من اعتزال اللعبة داخل المستطيل حتى الآن.

واتيحت لـ "إمام الموهوبين" فرصة مثيلة لتلك التي حظي بها رفيقه، عندما حمل كأس مصر للزمالك قبل أسبوعين، ولكنه مازال متردد، ويشعربرغبة في الاستمرار لعام آخر، في الوقت الذي يجمع فيه عشاق النادي الأبيض على أن رحيله الآن أفضل، إذ أن المرحلة القادمة ستعتمد بشكل أساسي على اللاعبين أصحاب المهارات والقوة والسرعة واللياقة البدنية العالية، بالإضافة إلى أن الجماهير لم تعد تحتمل المزيد من الإخفاقات، مما يعني أن ردود أفعالها قد تكون غير مأمونة العواقب في حالة وجود أي "سقطة" للاعب، أو في حال فشل في احتلال مكانه الطبيعي في التشكيلة الأساسية للفريق، أو في حال تعرض الفريق لهزة أخرى حتى وإن لم يكن مسؤولاً عنها.

استبعاد التابعي نهاية منطقية لاخطائه

جاء استبعاد بشير التابعي "31 عاماً" مدافع الفريق بعد عام واحد من التعاقد معه بمبلغ كبير ليثبت بما لا يدع مجالاً للشك إنه لم يعد يستطيع تقديم الكثير في خط الدفاع لفريق كبير كالزمالك، كما إنه نتيجة حتمية لمواقفه المثيرة للجدل مع ناديه في سنوات احترافه بالدوري التركي، وحديثه الدائم عن مفاوضاته مع النادي الأهلي لرفع سعره، بل وتصرفه "السخيف" في بداية الموسم بتعاقده مع الزمالك ثم زيارة النادي الأهلي والاتفاق مع مسؤوليه على الانضمام للنادي الأحمر، ثم العودة للزمالك بعدها بثلاث ساعات فقط.


	بشير التابعى لاعب الزمالك

الواقع أن التابعي أخطأ كثيراً في حق الجماهير البيضاء في الفترة الأخيرة، واستطاع ببراعة أن يصدر لهم حالة القلق والخوف من إمكانية رحيله أو اعتزاله في أي لحظة، ولذا فان الموقف الأخير جاء ليضعه في نفس موقف الجماهير الحائرة والقلقة طيلة الفترة الماضية.

وبدلاً من أن يخرج التابعي ليشكر ناديه ومجلس إدارته على الفترة التي قضاها معه وتحمل فيها الجميع أخطائه القاتلة، خرج ليواصل تصريحات المثيرة للجدل، خاصة عندما قال :"الأوضاع داخل النادي سيئة للغاية .. إن اللاعبين يتهجمون على الجهاز الفني للفريق."

وعاد ليؤكد :" لا أتخيل ارتداء قميص آخر غير قميص الزمالك داخل مصر.. سأنظر في عرض الغرافة القطري وإن لم أتمكن من الاحتراف الخارجي فسوف أعتزل".

الواقع أن اللاعبين يتخيلون أن أنديتهم تستطيع أن تتحمل قسوتهم عندما يلوحون بالرحيل ويهددون بالانتقال لأندية أخرى منافسة، لكنهم لا يتحملون أبداً أن يتعرضوا لمواقف مماثلة من أنديتهم، وهو ما لا يعتبر أمراً عادلاً بطبيعة الحال.

طارق السيد "الخاسر الأكبر"

يعد طارق السيد "29 عاماً" رغم ضعف مستواه في الفترة الأخيرة، هو أكثر من تعرضوا للظلم في الخطوة الأخيرة لمجلس عباس، ذلك لأنه يعد دعامة رئيسية في الجبهة اليسرى في الفريق التي تعاني من نقصاً شديداً في اللاعبين بعد أن كانت مصدر قوة الفريق في أوقات سابقة.


	طارق السيد لاعب الزمالك

ويعد السيد هو أكبر الخاسرين بين من تم استبعادهم على أساس أن هناك من يستحق الرحيل عن الفريق بدلاً منه لكبر سنه وانخفاض مستواه وهو عبد الحليم علي صاحب الـ 35 ربيعاً، والذي يعد واحداً من ضمن ستة مهاجمين يضمهم الخط الأمامي للفريق الأبيض.

وضمت تصريحات السيد تعقيباً على استبعاده مزيجاً من الصدمة والحزن والشعور بالظلم، حيث قال :" عندما كلمني اداري الفريق وليد بدر وطالب مني مقابلة محمد حلمي علمت إنني أصبحت خارج القائمة .. كان هناك بعض المواقف التي تشيرلذلك .. ماذا يعني أن يقول رئيس النادي ممدوح عباس إنه لم يحضر مؤتمرات في الزمالك سوى للاعبين اثنين هما حازم إمام ومحمد عبد المنصف؟، وهل طارق السيد لاعباً صغيراً كي يعامل هكذا؟"

وأضاف :" لقد جددت عقدي مع الفريق العام الماضي، بعدما أقنعوني بذلك .. تم تجديد العقد في الساعة الثانية صباحاً .. لا أعرف ماذا أقول .. مرة أخرى أشكر الجماهير، ولكنني سأظل في الملاعب حتى اشعر بانني أصبحت غير قادر على العطاء."

وعلى الرغم من أن السيد كان أكثر اللاعبين الذين ثار حولهم جدلاً واسعاً بعد القرار، إلا أن الجماهير لم تحتج لوقت طويل كي تتقبل فكرة رحيله، انتظاراً لقدوم من هو أفضل.

أما باقي اللاعبين كتامر عبد الحميد نجم وسط الفريق قبل سنوات فهو منقطع عن التدريبات منذ ثلاثة أشهر، ويطالب بضرورة تعديل عقده والحصول على المعاملة المناسبة كنجم كبير ساهم في حصول الفريق على العديد من الانجازات والبطولات.


	تامر عبد الحميد

والواقع أن موقف اللاعب مثير للدهشة، فكيف يطالب بمعاملة جيدة وهو منقطع عن التدريبات، ولماذا لم يتمكن هو ونجوم الفريق الكبار في السن من ادراك أن لاعب كرة القدم عمره في الملاعب قصير، ولذا فهو يستطيع أن يملي شروطه في فترات تألقه وانطلاقه، كما إنه عليه أن يتحمل شروط الآخرين عندما يقارب على الانطفاء والرحيل.

يتبقى مجدي عطوة هذا اللاعب المهاري والجيد جداً في خط الوسط، ولكنه يعاب عليه الاستهتار وعدم الالتزام وغيابه المتكرر عن التدريبات بسبب أو بدون سبب، فيما كان رحيل الحارس وائل زنجا، وأحمد حسام لاعب الجهة اليمنى متوقعاً، ذلك إنهما ليسا من نوعية اللاعبين "السوبر" التي يسعى إليها النادي في المرحلة القادمة.

وبغض النظر عن التعاطف مع هذا اللاعب أو ذاك، وبعيداً عن امكانية كلا منهم وقدرة بعضهم على العطاء لموسم أو موسمين قادمين، فان النادي الأبيض قد صاحبه التوفيق وتعامل مع الأمور باحترافية للمرة الأولى، بتحقيقه رغبة ملحة لدى جماهيره ومحبيه في اتخاذ خطوة ضرب بها عدة عصافير بحجر واحد، بعدما أبعد ثغرات ونقاط ضعف قاتلة بالفريق، ووجه رسالة واضحة لجميع اللاعبين مفادها إنه بات من الصعوبة بمكان أن تحتفظ بمكانك في قلعة كبيرة وكيان عملاق كالزمالك إلا إذا كنت تملك ما يؤهلك لذلك.

ana maleesh fe elkora