حسان أوليفيرا (برتغالي)
وقف المهندس البرتغالي "فرانسيسكو أوليفيرا كونا" 28 سنة يردد: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق بشيراً ونذيراً للناس كافة. وأشهد أن عيسى ابن مريم عبدالله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم ابنة عمران، وأشهد أن الجنة، حق والنار حق، وأن النبيين حق، وأن محمداً - صلى الله عليه وسلم - هو خاتم الأنبياء والمرسلين.
قال سعيداً فرحاً بدينه الجديد "الإسلام" الذي وجد فيه - كما يقول - السعادة الحقيقية التي افتقدها لفترة طويلة.
تحدث المهندس البرتغالي الذي اختار لنفسه اسماً جديداً بعد إشهار إسلامه هو "حسان" عن نشأته، فقال: ولدت في مدينة "فاماليكو" البرتغالية في 16 مايو عام 1958م ميلادية لأبوين يتبعان الكنيسة الكاثوليكية، ولا أذكر أنني ذهبت إلى الكنيسة طوال فترة طفولتي، اللهم إلا مرات نادرة لم تؤد إلا إلى مزيد من الاقتناع بفشل رجال الدين المسيحي في تقديم تفسير معقول لحقيقة الوجود، وحقيقة وجودنا كبشر، وهل المسيح عليه السلام إله أم إنسان مثلنا. وإذا كان إلهاً فكيف تلده أنثى هي السيدة مريم عليها السلام؟
ويضيف حسان: أن ما رأيته من تكالب كثير من رجال الدين والكهنة على جمع المال وعدم التزامهم بأوامر وتعاليم السماء في حياتهم الخاصة جعلني أتجه بتفكيري إلى دراسة الفلسفات والمذاهب الأخرى، ومن هنا عرفت طريقي وهداني الله إلى سبيل الخير والرشاد إلى الإسلام.
كان ذلك بعد سفري إلى المملكة العربية السعودية حيث عملت مهندساً لمدة ثلاث سنوات، وهناك وجدت العديد من الزملاء المسلمين، تفضلوا مشكورين مأجورين من الله بإعطائي كل ما أردت من معلومات وافية وشرح مفصل لأركان الإسلام سواء منها ما كان منظماً لعلاقة الإنسان بخالقه عز وجل، أو ما كان محتوياً على تنظيم علاقات أفراد المجتمع فيما بينهم.
ويكمل حسان حديثه قائلاً: وأهدى إليَّ بعض الأصدقاء جزاهم الله خيراً ترجمة بالبرتغالية وهي لغتي الأصلية لمعاني القرآن الكريم وبعض التراث الإسلامي، وكانت هذه هي أجمل ترجمة وأعظم هدية تلقيتها طيلة عمري.
ثم انتقلت بعد ذلك إلى مصر لكي أعمل بمشروع "مترو الأنفاق" مدينة القاهرة حيث واصلت قراءاتي عن الإسلام ولقاءاتي بالعديد من الإخوة المسلمين من ذوي العلم والتقوى، الذين احتضنوني وعلموني قواعد الصلاة، وكيفية التطهر والوضوء وأركان العبادات الأخرى، كصيام رمضان والزكاة وحج البيت للقادرين من المسلمين.
وهكذا وجدتني متوجهاً في يوم مشهود إلى الجامع الأزهر حيث نطقت بالشهادتين وأعلنت على الملأ أنه لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله، واغتسلت كما علمني أصدقائي من المسلمين إيذاناً بمولد إنسان مسلم جديد تحت اسم: "حسان محمد سعيد"، وأدعو الله تبارك وتعالى أن يتقبل مني وأن يحسن إسلامي، لأنني أشعر بالندم والحسرة على تلك السنوات الطوال التي مرت، وأنا منغمس في ظلمات الشرك والضلال.
ولم يهدأ بالي وتملأ السعادة كل قلبي إلا بعد أن علمت من أحد علمائنا الأجلاء أن الإسلام يمحو ما قبله، وأنني في نظر هذا الدين العظيم مولود جديد نقي من كل دنس وأرجو أن أحيا بقية عمري على هذا النقاء، وهذه الطهارة التي غمسني فيها فضل ربي سبحانه وتعالى.
وبشأن المستقبل يقول حسان: لقد تعهد الله تبارك وتعالى بحفظ الإسلام ونصره ودعمه وتأييده إلى يوم القيامة. وكل يوم يمر يزيد هذا العهد والوعد تأكيداً ويقدم الأدلة تلو الأخرى على صدقه ووضوحه، فنرى مئات بل آلافاً من غير المسلمين يدخلون في دين الله أفواجاً كما يتوصل العلماء حتى من أتباع الديانات الأخرى بل والملحدون أيضاً إلى اكتشافات علمية جديدة وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة من حقائق علمية وكونية وكثير من هؤلاء العلماء او لا سيما من يحترم عقله وعلمه واليقين الذي شاهده بنفسه -يعلن إسلامه على الفور، والله سبحانه وتعالى نسأل أن ينصر الإسلام والمسلمين وأن يوفقنا دائماً لما يحبه ويرضاه.