أنا وهي والآيس بوكس .. قصة مؤثرة

من نعم ربى على أننى أعيش فى أرض الحرمين الشريفين يفصلنى عن الكعبة شارع واحد هو شارع طويل حبتين لكنى

أتمكن بين الحين والآخر أن استمتع بالعمرة الشارع طوله 900 كم تقطعه السيارة فى 9-10 ساعات

ما أجمل العمرة فى نهاية شهر المحرم حيث يكون الحرم فاضى تماما والطواف رائع هكذا حدثتنى نفسى وأنا أحزم

المتاع للركوب فى السيارة

ولكن هذه الرحلة ستكون أروع ومعنا الضيف الجديد الأيس بوكس سوف لن نضطر للوقوف المتكرر لشراء الماء والعصير

وسنصل أسرع بفضل الله الطريق ممهد تماما نقاط النجدة لا تكاد تفتقدها على طول الطريق وكذلك الإسعاف

شرائط القرآن والأناشيد تمتعنا طول الطريق ومع هذا السفر سفر فما بالنا بالسفر فى زمان غير هذا الزمان ياربى لك الحمد كما ينبغى

لجلال وجهك وعظيم سلطانك

وفجأة كركر كركرررررررررررر واهتزت السيارة وتوقفت نزل زوجى يتفقدها ثم أعلن لنا أنها بحاجة لكهربائى علينا أن ننتظره قليلا

حتى يأتى به من أى مكان قريب أمن لنا السيارة على جانب الطريق وذهب بسيارة أخرى ليحضر كهربائى

شعرت برجفة من الخوف تعترينى وتساءلت مما أخاف أمن الناس أم من قلة الناس صحيح أن الصحراء قاحلة ولكن السيارات تمرق طول الوقت

ومعى الموبايل ومعنا أيضا الأيس بوكس العامر والزوج لن يتأخر كلها دقائق

وبدأ الزن ماما بابا راح فين

راح يجيب كهربائى

ماما عاوز أشرب

إفتح الأيس بوكس

وهكذا كل شىء له حل حتى نداء الطبيعة

وفجأة لمحتها من بعيد فتاة تقترب من العشرينات من عمرها جميلة ذلك الجمال الهادىء ملامحها مصرية نعم مصرية ما الذى أتى بها إلى هنا

تجلس فى ظل شىء لا يرقى لمستوى الخيمة نسيج كالسجادة الخفيفة يرتكز على عصاتين وهى فى ظله ومعها طفلها الرضيع لم يكمل عامه الأول

تأملتها وهى تجلس فى هدوء كالتى تنتظر شيئا هى على يقين من مجيئه لم أمنع نفسى من أن أترك مكانى لأجلس بجوارها يا إلهى كم هى الرمال ساخنة

سلمت عليها وسألتها مصرية أنت أجابت نعم عرفتها بنفسى وسألتها لماذا تجلسين هنا

قالت تركنى زوجى منذ قليل هنا

قلت لها وأنا أيضا كذلك كم لك من الوقت

قالت لى يومان

يا إلهى ولم يأت زوجك كيف مر عليك الليل ألم تخافى

لا أخفيك سرا نعم خفت ومر على الليل ثقيلا حالكا تمنيت حتى أن أسمع صوت ذئب يعوى من شدة الصمت الرهيب

وهل معك زاد

كان معى ولكن الماء يوشك على النفاد

قلت بثقة إطمئنى معى فى السيارة أيس بوكس فيه ماء بارد وعصير

لا عليك لن ينفد زادنا

ولماذا أنت على ثقة هكذا

بل أنا على يقين أقول لك لن ينفذ زادنا

تعجبت من يقينها ولكنى قررت أن أبقى معها فهى حتما ستحتاجنى

قلت وأنا أيضا زوجى تأخر هل لى أن ائتنس بك لم تمانع

مر النهار علينا بقيظه ولفحه وبدأت نسائم الليل تهب علينا يا إلهى الكون يتشح بالسواد ما أقسى منظر هذه الجبال

إن حجارتها سوداء تبدو فى الليل كأشباح مخيفة وتشبثت برفيقتى وعينى على أبنائى فى السيارة ولم يأت زوجى

ليتنى مطمئنة مثلها ولكن هذا الإطمئنان لم يمنعها من الحذر والترقب وقليل من الخوف حاولت أن أؤنسها بحديثى

ولكنها كانت تقلب وجهها فى السماء تناجى خالقها بيقين أنه يسمعها قلت فى نفسى يابختها

طلع علينا النهار بحره وقيظه وتلك الجبال السوداء وكأنها تبث حرا ولفحا رأيتها تفرغ آخر قطرات معها فى فم وليدها

ونضب الماء قلت لها نضب الماء قالت فى ثبات لن ينضب

أسرعت للسيارة أفتح الأيس بوكس كى آتى لها بالماء وأبى أن بنفتح حاولت بجنون ولم ينفتح عدت إليها أجر أذيال الخيبة ولكنى لم أجدها وجدت الطفل وحده يبكى حملته أسكته ولكن هيهات إنه عطشان

تلفتت أبحث عنها فإذا بها هناك تجرى تبحث عن الماء تصعد من تلة إلى تلة وتنظر ولكن عبثا

ناديتها لن تجدى الماء لا أرى حتى طيرا فى السماء لا تتعبى نفسك

قالت بثبات بل سأجد الماء

يصرخ الوليد وتجرى وتسرع وتبحث وتبحث حتى أنهكها التعب ألقت بنفسها على الأرض تنظر إلى السماء

تعجبت لنظراتها الواثقة بأنها ستجد الماء قلت لها لماذا أنت واثقة هكذا مع أنك لم تجدى شيئا

الماء موجود وسيصلنى أعلم هذا

إذن إجلسى مكانك وانتظريه

بل على أن أسعى لأجده وأنا على يقين منه

وبينما نحن فى هذا الحوار إذا بالوليد يضرب برجله فى الأرض وهو يبكى فيتفجر الماء بين يديه

الماء الماء يا إلهى قد كنت على حق ولكن أتعبتى نفسك على الفاضى لو جلست تنتظريه لتفجر أيضا

لا بل تفجر لأنى سعيت ودعوت وتضرعت وأنا على يقين

أخذت تزم الماء وتجمعه واطمئننت عليها طالما وجد الماء فسوف يأتى الفرج

قلت لها أواسيها سوف أرحل زوجى أتى ولعل زوجك يأتى قريبا

ردت بثبات ولكنه لن يأتى

إذن كيف تركك هنا

أمره ربه وطالما أمره فهو لن يضيعنا

يا إلهى ما أثبتك عليك أن تتحملى أياما طوالا وليالى شديدة الظلمة والوحدة والخوف كم تمنيت أن أكون مثلك

أستودعك الله يا ----- لم أتعرف عليك

هاجر أم إسماعيل أراك على خير

وعدت إلى السيارة أضرب ذلك الأيس بوكس اللعين بقدمى وقد خذلنى حينما إحتجته

قلت لزوجى تأخرت كثيرا كدت أفقد الأمل فى مجيئك

لم أغب عنكم إلا عشر دقائق الحمد لله على السلامة وصلنا الميقات

يا إلهى أين رفيقتى

أية رفيقة لم يزعجنا طول الطريق إلأا شخيرك وخطرفتك وأنت نائمة متشبثة بذلك الأيس بوكس تضربينه بيديك وقدميك

والأولاد يتفرجون

لقد التقيتها والله إلتقيتها

من

هاجر أم إسماعيل هى وليس غيرها

ربنا يلطف بيكى ياللا عشان نحرم من الميقات

شعرت بها وهى تسعى معى تشابكت أيدينا نطوف سويا

رأيتها فى طريق عودتى وقد أوى إلى مكانها الطير والبشر

تردد فى أذنى صوت أبى إبراهيم عليه السلام وهو يقول

thanks so much Admin

ميرسي حياتي على مرورك يا الغالية

رووووووووووووووووووووعه

ومنتظرين البقيه يا أدمن