كثرت في الأونة الأخيرة نغمة "مثيرة" تطلقها جماهير مصر والأهلي تحديداً وكذلك الصحف الرياضية التي هدفها إثارة الجماهير على النجم الكبير محمد أبوتريكة ، حيث تصفه بأوصاف تربطه بالتقوى والإيمان والالتزام "ما يجعله دائما يسجل في الأوقات الحاسمة سواء مع الأهلي أو المنتخب".
الجماهير قبل مباراة الكونغو الديمقراطية توقعت أن يسجل تريكة هدف الفوز والحسم للمنتخب ، لعدة أسباب تسوقها الجماهير لنفسها ، أهمها أن المباراة أقيمت في رمضان شهر الصوم والقرآن ومصر لا تخسر في الشهر الكريم ، كما أن اللاعبين المصريين لا يفطرون أثناء رمضان مهما كانت الأسباب وبالطبع على رأسهم أمير القلوب!
والسبب الثاني أن أبوتريكة نفسه سجل العديد من الأهداف المؤثرة سواء مع الأهلي أو المنتخب أهمها ركلة الجزاء الأخيرة في مرمى كوت ديفوار في نهائي أمم إفريقيا 2006 ، وكذلك هدف الفوز في مرمى الكاميرون في نهائي 2008 ، وبالطبع هدف الأهلي في مرمى الصفاقسي في نهائي دوري أبطال إفريقيا 2006 ، وذلك كله ترجعه الجماهير لتدين اللاعب وليس لمهارته.
ما زاد من المبالغة الجماهيرية إطلاق بعض التعليقات الطريفة عقب تسجيل تريكة هدفه الثمين في مرمى الكونغو ، إذ قال الكثيرون إن بركات أبوتريكة حلت على مصر "مين غيره يسجل في رمضان ، ده الشيخ أبوتريكة".
| | |
يجب أن يدرك الجميع أن قصر أسباب نجاحات أبو تريكة على صفات التدين والالتزام ليس في صالحه على الإطلاق |
| | |
|
لكن يجب أن يدرك الجميع أن قصر أسباب نجاحات أبو تريكة على صفات التدين والالتزام ليس في صالحه على الإطلاق ، فهذا انتقاص من قدرات هذا اللاعب الكبير ، وبالمناسبة هذا بالضبط ما حدث خلال حرب أكتوبر 73 ، إذ أطلق البعض شائعات بأن الملائكة حاربت مع جنودنا وهم صائمون ، لذا تحقق النصر.
جنودنا الأبرار حاربوا وقاتلوا ودافعوا عن شرف الوطن وكذلك أبوتريكة استخدم موهبته التي وهبها الله إياه حتى يصل إلى ما هو عليه الان وكان فضل الله عليه كبيرا نظرا لطاعته ، لكن هذا لا يمنع أن اللاعب يجتهد في التدريبات ويستخدم موهبته في تسجيل الأهداف وصناعتها ، كما أن زملاءه يساعدونه بشده حتى ينجح في التسجيل.
طبعا التوفيق من عند الله لكن الله لا يوفق غير المجتهد والذي لا يبذل أي مجهود من أجل تحقيق النجاح ، فأولا وأخيرا أبوتريكة بشر يخطي ويصيب ولا يجب أن نحمل هذا النجم ما لا يحتمل ، كما أن هناك لاعبين كبار كانوا أصحاب أهداف حاسمة ومؤثرة في تاريخ مصر والأهلي ولم يطلق عليهم أي ألقاب دينية على رأسهم حسام حسن وكان الأمر كله ينحصر في أن حسام لاعب مجتهد ومؤثر والله يوفقه لانه يتعب ويجتهد وليس لمجرد أنه يصلي ويصوم ويعمل الصالحات ، فأبوتريكة لاعب كبير وليس شيخاً